فصل: قال الفراء:
/ﻪـ
الكتـب
الفتاوي
المحاضرات
روائع المختارات
من مكتبة التلاوة
أحكام تجويد القرآن
تفسير القرآن
برامج مجانية
الموقع برعاية
المجموعة الوطنية للتقنية
للمشاركة في رعاية الموقع
خزانة الكتب
تصنيفات الكتب
شجرة التصنيفات
المؤلفون
الكتب ألفبائيًّا
جديد الكتب
بحث
الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
صفحة البداية
الفهرس
<< السابق
17159
من
23844
التالى >>
إخفاء التشكيل
.
قال الفراء:
سورة العنكبوت:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ}
.قوله:
{الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا}
.
{يُتركوا}
يقع فيهَا لام الخفض، فإذا نزعتها منها كانت مَنْصوبةً. وقلّما يقولون: تركتك أن تذهب، إنما يقولونَ: تركتكَ تذهب. ولكنها جُعلت مكتفِية بوقوعِهَا عَلى الناس وحدهم. وإن جعلتَ
{حَسب}
مَكرورة عليها كان صَوَابًا؛ كأنّ المعْنى:
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا}
أحسِبُوا
{أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ}
.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}
.وقوله:
{اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ}
.هو أمر فيه تأويل جزاءٍ، كما أن قوله:
{ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ}
نَهْى فيه تأويل الجزاء. وهو كثير في كلام العرب.قال الشاعر:
فقلتُ ادعِى وأَدْعُ فإنَّ أندى ** لصَوتٍ أن يُنَادىَ داعيانِ
إراد: ادعِى ولأَدْعُ فإِن أندى. فكأنه قال: إن دعوتِ دعوتُ.
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ}
.وقوله:
{وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ}
.يَعْنى أوزارهم
{وَأَثْقَالًا مَّعَ أَثْقَالِهِمْ}
يقول: أوزار مَنْ أضَلّوا.
{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
.وقوله:
{إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}
.
{إنَّما}
في هذا الموضع حرفٌ واحدٌ، وليست على معنى
{الذى}
{وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}
مردودة عَلى
{إنّما}
كقولك: إنما تفعلونَ كذا، وإنما تفعلون كذا. وقد اجتمعُوا على تخفيف
{تَخْلُقُونَ}
إلاّ أبا عبدالرحمن السُلَمِىّ فإنه قرأ:
{وتَخَلّقُون إفْكا}
ينصِب التاء ويُشدّد اللام وَهمَا في المعْنى سَواء.
{قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِىءُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
.وقوله:
{النَّشْأَةَ}
.القراء مجتمعُونَ عَلى جزم الشين وقَصْرها، إلا الحسن البصرىّ فإنه مدّها في كل القرآن فقال:
{النشَاءَة}
ومثلها مما تقوله العرب الرأْفة، والرآفة، والكَأْبة والكآبة كلّ صواب.
{وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}
.وقوله:
{وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ}
.يقول: القائل: وكيف وصفهم أَنهم لا يُعجزون في الأرض ولا في السماء، وليسُوا من أهْل السَّماء؟ فالمعنى- والله أعلم- ما أنتم بمعجزينَ في الأرض ولا مَن في السَّمَاء بمعجزٍ. وهو من غامِضِ العربيّه للضمير الذي لم يظهر في الثانى.ومثله قول حَسَّان:
أمَن يهجو رسولَ الله منكم ** ويمدحُهُ وينصرهُ سَوَاءٌ
أراد: ومن ينصره ويمدحه فأضمر
{مَنْ}
وقد يقع في وَهْم السَّامِع أن المدح والنصر لَمْن هذه الظاهرة. ومثله في الكلام: أكرِم مَن أتاكَ وأتى أباكَ، وأكرم مَن أتاك ولم يأت زيدًا، تريد: ومَن لم يأتِ زيدا.
{وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ}
.وقوله:
{وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ}
.نصبها حَمزة وأضافَها؛ ونصبهَا عاصم وأهل المدينة، ونوَّنوا فيهَا
{أَوْثَانًا مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ}
ورُفعَ ناسٌ منهم الكسائىّ بإضافة. وقرأ الحسَن
{مَوَدّةٌ بَيْنَكُمْ}
يَرفع ولا يضيف. وهي في قرءاة أُبَي
{إنَّما مَوَدَّةُ بَيْنهِمْ في الحياة الدُّنْيَا}
وفي قراءة عَبْدِالله
{إنَّما مَوَدَّةُ بَيْنِكم}
وهما شاهدان لمنْ رَفع. فمَن رفعَ فإنما يرفع بالصفة بقوله:
{فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
وينقطع الكلام عند قوله:
{إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا}
ثم قال: ليست مودّتكم تلك الأوثان ولا عبادتكم إيَّاها بشىء، إنَّما مودّة ما بينكم في الحياة الدنيا ثم تنقطع. ومَن نصب أوْقع عَليهَا الاتّخاذ: إنما اتّخذتموهَا مَوَدّةً بينكم في الحياة الدنيا. وقد تكون رفعًا على أَن تجعَلها خبرًا لِمَا وتجعَل
{ما}
على جهة
{الذى}
كأنك قلت: إِن الذينَ اتخذتموهم أوثانًا مودَّةُ بينكم فتكون المودَّة كالخبر، ويكون رفعهَا على ضمير
{هىَ}
كقوله:
{لَمْ يَلْبَثُوا إلاَّ سَاعةً مِنْ نَهَارٍ}
ثم قال:
{بَلاَغٌ}
أي هذا بلاغ، ذلك بلاغ. ومثله
{إنَّ الذينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ}
ثم قال:
{مَتَاعٌ في الدنيا}
أي ذلك متاع في الحياة الدنيا وقوله:
{يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ}
يتبرّأ بعضكم من بعضٍ والعابد والمعبود في النار.
{فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
.وقوله:
{إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}
.هذا من قِيل إبراهيم. وكان مهاجَره من حَرَّان إلى فِلسطين.
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}
.وقوله:
{وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا}
.الثناءَ الحسن وأن أهل الأديان كلّهم يتولَّونه. ومِنْ أجره أن جُعلت النبوَّة والكتاب في ذُرّيته.
{أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
.وقوله:
{وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ}
.قَطْعه: أنهم كانوا يعترضُونَ الناسَ منَ الطُرُق بعملهم الخبيث، يعني اللوَاطَ. ويقال: وتقطُعونَ السَّبِيلَ: تقطُعونَ سَبِيلَ الوَلَد بتعطيلكم النساء وقوله:
{وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}
في مجالسكم. والمنكر منه الخَذْف، والصفير، ومَضْغ العِلْك، وحَلّ أزرار الأقبية والقُمُصِ، والرمى بالبُنْدُق. ويقال: هي ثمانىَ عشرة خَصْلةً من قول الكلبىّ لا أحفظها. وقال غيره: هي عشرٌ.
{وَعَادًا وَثَمُودَا وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}
.وقوله:
{وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ}
.فى دينهم. يقول: ذوُو بصَائر.
{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
.وقوله:
{كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا}
.ضربه مثلًا لمن اتّخذ من دون الله وليًّا أنه لا ينفعه ولا يضرّه، كما أن بيت العنكبوت لا يقيها حرًّا ولا بَرْدًا. والعنكبوت أنثى. وقد يُذكِّرهَا بعض العرب. قال الشاعر:
على هَطّالهم منهم بيوتٌ ** كأنَّ العنكبوت هو ابتناهَا
{اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
.وقوله:
{إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ}
.يقول: ولذكر الله إيّاكم بالثواب خير من ذكركم إيّاه إذا انتهيتم. ويكون: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر وأحَقّ أن يَنْهَى.
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ الْكَافِرونَ}
.وقوله:
{فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}
.بمحمَّدٍ صَلى الله عيله وسلم. ويقال: إنه عبْدالله بن سَلاَم
{وَمِنْ هؤلاء مَن يُؤْمِنُ بِهِ}
يعني الذين آمنو من أهل مَكَّة.
{وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}
.وقوله:
{وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِ}
.من قَبْل القرآن
{مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ}
ولوكنت كذلكَ
{لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}
يعني النصارى الذينَ وجَدُوا صفته ويكون
{لاَّرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}
أي لكَانَ أشدّ لِريبة مَنْ كذَّب من أهل مكَّة وغيرهم.
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ الظَّالِمُونَ}
.وقوله:
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ}
.يريد القرآن وفي قراءة عبدالله
{بل هي آياتٌ}
يريد: بل آيات القرآن آيات بَيِّنات: ومثله
{هَذَا بَصَائر لِلنَّاسِ}
ولو كانت هذه بصَائر للناس كان صَوَابًا. ومثله
{هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّى}
لو كان: هذه رحمة لجاز.
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ}
.وقوله:
{وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى}
.يقول: لولاَ أن الله جَعَلَ عذاب هذه الأمّة مؤخّرًا إلى يوم القيامة- وهو الأجل- لجاءهم العذاب. ثم قال:
{وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً}
يعني القيَامة فذكَّر لأنه يريدُ عذابَ القيَامة. وإن شئت ذكّرته على تذكير الأجَل. ولو كانت
{وَلَتَأْتِيَنَّهُمْ}
كان صَوَابًا يريد القيامة والسَّاعة.
{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
.وقوله:
{وَيِقُولُ ذُوقُوا}
وهى في قراءة عبدالله
{ويقال ذوقوا}
وقد قرأ بعضهم
{وَنَقُولُ}
بالنون وكلّ صَواب.
{ياعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}
.وقوله:
{ياعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}
.هذا لِمُسلمة أهل مَكَّة الذينَ كانوا مقيمينَ مع المشركينَ. يقول:
{إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}
يعني المدينة أي فلا تُجاوروا أهْل الكفر.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}
.وقوله:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}
.قرأهَا العوام
{لَنُبَوِّئَنَّهُمْ}
وحدَّثنى قيس عن أبى إسْحَاق أن ابن مسعود قرأها
{لنُثْوِيَنَّهُمْ}
وقرأها كذلك يحيى بن وثَّاب وكلُّ حسن بَوَّأته منزلًا وأثويته منزلًا.
{وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}
.وقولوا:
{وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ}
.نزلت في مؤمنى أهلِ مكَّة، لمّا أُمروا بالتحوّل عنها والخروجِ إلى المدينة قالوا: يا رسول الله ليسَ لنا بالمدينة منازل ولا أموال فمِنْ أين المعَاش؟ فأنزل اللهُ
{وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٍ لاَّ تَحْمِلُ رِزْقَهَا}
لا تدّخر رزقها ولا تجمعه، أي كذلكَ جميع هوامّ الأرض كلّهَا إلاّ النملة فإنها تدَّخر رزقها لسَنَتها.
{وَمَا هَاذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}
.وقوله:
{وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ}
.حياة لا موت فيها.
{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}
.وقوله:
{إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}
.يقول: يُخلصونَ الدعاء والتوحِيد إلى الله في البحر، فإذا نجَّاهم صاروا إِلى عبادة الأوثان.
{لِيَكْفُرُوا بِمَآ آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعلَمُونَ}
.وقوله:
{وَلِيَتَمَتَّعُوا}
.قرأها عاصم والأعمش على جهة الأمر والتوبيخ بجزم اللام وقرأها أهل الحجاز
{وَلِيَتَمَتَّعوا}
مكسُورة على جهة كى. اهـ.
.
قال بيان الحق الغزنوي:
سورة العنكبوت:
{الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا وهم لا يفتنون}
(1، 2) أي: بالأوامر والنواهي. وقيل: في أموالهم وأنفسهم. و
{أن}
الأولى في موضع النصب، لوقوع الحسبان عليه. والثانية: في محل الخفض، أي: لأن يقولوا.
{فليعلمن الله}
(3) فليظهرن الله لرسوله. وقيل: فليميزن الله. وقيل: يعلمه كائنًا واقعًا.وقيل: يعلمه كائنًا غير واقع.
{أن يسبقونا}
(4) أن يفوتونا.
{جعل فتنة الناس كعذاب الله}
(10) في قوم من مكة أسلموا، فلما فتنوا وأوذوا ارتدوا.
صفحة البداية
الفهرس
<< السابق
17159
من
23844
التالى >>
إخفاء التشكيل